السبت، 31 أغسطس 2013

الفردوس

وكأننا في الفردوس

جثوت على ركبتي، وجردته من ثيابه على مهل.
رأيت عضوه قد استرخى. قبلت باطن ساقيه بدءًا من القدمين.. تأثر عضوه بقبلاتي فلامسته، وأخذته في فمي بلا تسرع ولا تلميح، وكأنني أستنهضه للقيام بمهمة عاجلة: "هيا حضِّر نفسك للتحرك"؛ قبلتُه بحنان مَن لا ينتظر شيئًا. ولهذا نلتُ كل شيء.
اهتاج، وبدأ يداعب نهدي راسمًا حول حلمتي دوائر.. اشتعلت في أحشائي الرغبة ليلجني أينما شاء، وبالطريقة التى يمتلكني بها، سواء في فمي أو في عضوي.
لم يجردني من سترتي.. مددني على الطاولة على بطني وساقاي مُسندتان على الأرض، وولجني على مهل بلا قلق، بلا تشنج، ولا خوف من أن يفقدني.
عضوه داخلي.. ويده تتلمس صدري وردفيَّ.. تتحسسني.. كامرأة وحدها هي القادرة على ذلك. عندئذٍ، فهمت أننا مخلوقان أحدنا للآخر، لأنه يستطيع أن يكون امرأةً مثلي، وأستطيع أن أكون رجلاً مثله. وها إن نصفينا يلتقيان لكي يكتمل الكون.
كلما ولجني وداعبني بلمساته، أحسستُ أنه لا يلجني أنا فقط، بل يلج الكون كله.
ثبَّت عضوه فيَّ... فيما كانت أصابعه تنتقل بسرعة من نقطة حساسة إلى أخرى.
بلغتُ نشوتي الأولى والثانية والثالثة.. كانت لديَّ الرغبة في إبعاده، لأن ألم اللذة كان قويًّا جدًّا.. وفجأةً تفجر شيءٌ ما داخلي.. لم أعد أنا نفسي، بل صرت كائنًا متفوقًا على كل ما عداي.
عندما أوصلني بيده إلى النشوة الرابعة، رأيتني أدخل مكانًا حيث السلام الكامل.
وفي النشوة الخامسة، بلغتُ آفاقًا بعيدة.. عندئذٍ أحسستُ أن عضوه يعيد التوغل فيَّ من جديد، ويترافق جموحه مع حركة يده. كانت أظافره مغروزة في ردفيَّ.. وأنا ممددةٌ على بطني فوق طاولة المطبخ، فكرتُ أنه ما من مكان أروع من ذلك المكان لممارسة الحب.
من جديد، سارع إلى غرز أظافره فيَّ بشكل مؤلم، وعضوه يجلد عضوي بقوة. كان جسده ملاصقًا لجسدي. كان يجهر: تعالي...
لم تكن الإحدى عشر دقيقة هي الزمن المعهود، بل كانت الأبدية.. كنا كأننا خرجنا كلانا من جسدينا، ودخلنا الفردوس، حيث التفاهم التام، وما تعنيه كلمة حب.
كل شيء بدا صامتًا يُصلي، كأن الكون كله صار في حالة خشوع.. ثم ما لبث أن رجع الكون كله إلى مستقره، والزمن إلى دورانه. سمعتُ صرخاته وصرخت معه.. كانت قوائم الطاولة تضرب الأرض بعنف، دون أن يزعجنا الضجيج. ولم نسأل ماذا ستكون ردة فعل الناس.
أخرج عضوه مني.. أخذتُ أضحك وضحك هو أيضًا.. تعانقنا ملتصقين أحدنا بالآخر.. كأننا نمارس الحب لأول مرة فى حياتنا.
قال لي: باركيني. باركته دون أن أعرف ماذا أفعل.. ولكني شعرت فقط بما يلتمسه مني.... وتوسلت إليه أن يفعل الشيء نفسه.
قال: هذه مباركة مني إلى المرأة التي أحببتها كثيرًا.. كانت كلماته جميلةً، فتعانقنا من جديد، وبقينا على هذه الحال وكأننا في الفردوس.

باولو كويلو: رواية "11 دقيقة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق