السبت، 31 أغسطس 2013

قصيده يتيمه

ولها هِـنٌ رابٍ مجستـه

من "القصيدة اليتيمة"، وهي لـ"لدوقلة المنبجي"، وسميت باليتيمة لأنها القصيدة الوحيدة التي بقيت من إنتاج الشاعر. والمتداول عن قصة القصيدة أن أميرة عربية- في غاية الجمال- اشترطت أن يكون مهرها أجمل قصيدة وصف لها، تصفها من رأسها حتى أخمص قدميها، وحددت يوماَ لذلك، ويكون صاحب القصيدة زوجاً لها.
وقد شد الشاعر رحاله إلى الأميرة في اليوم المحدد لإسماعها القصائد. وفي طريقه، صادف أعرابياً، فسأله الأعرابي: إلى أين وجهتك؟ فأخبره، فقال الأعرابي: وأنا قاصد الأميرة أيضًا، هات أسمعنا ما لديك.
وعندما أسمعه القصيدة وانتهى من الإنشاد، أحس الأعرابي بالغيرة، وأن قصيدته لن تطاول هذه القصيدة، فقام بقتله. وأكمل طريقه إلى أن وصل. وقد طلبت الأميرة منه إنشاد قصيدته، ففعل. وحين انتهى، قالت الأميرة: اقتلوا قاتل زوجي!! وعرفت أنه ليس بصاحب القصيدة الحقيقي؛ لأن أحد أبيات القصيدة يدل على قبيلة الشاعر ومكانها وهو من تهامة، ولم ينتبه من سرقها وقتل صاحبها إليه، ولم يقم بتغييره، لتناسب مع قبيلته ومكانها، وهو من العراق، والبيت هو :
إن تُتْـهـمـي فتـهـامـةٌ وطـنــي ... أو تُنْجـدي إنَّ الـهـوى نَـجْـدُ

لهفي على( دعد ) وما خلقـت....إلا لفـرط تلهفي دعـدُ
بيضاء قد لبس الأديم بهـاء .... الحسُن، فهو لجِلدها جِلـد
ويزينُ فوديها إذا حسـرت.... ضافي الغدائر فاحمٌ جَعــد
فالوجه مثل الصبح مُبيضّ .... والشعـر مثل الليل مسـودُّ
ضدّانِ لما استجمعا حسُنـا.... والضدُّ يظهر حُسـنه الضـدُ
فكأنها وسنانُ إن نظـرَتْ .... أو مدنف لمَّا يُفِـق بعــد
بفتور عينٍ ما بهـا رمَـدٌ .... وبها تُداوى الأعين الرمـدُ
والصدر منها قـد يزينـه... نهـدٌ كحق العـاج إذ يبـدو
والمعصمان فما يرى لهمـا.... من نعمـة وبضاضـة زنـد
ولها بنـان لو أردت لـه .... عقـداً بكفـك أمكن العقـد
وكأنما سـقيت ترائبهــا.... والنحـر ماء الورد إذ تبدو
وبصدرها حقـان خلتهمـا.... كافورتيـن علاهمـا نــد
والبطن مطوي كما طويت.... بيض الرياض يصونهـا الملد
وبخصرها هـيف يزينـه.... فإذا تنوء يكـاد ينـقــد
ولها هِـنٌ رابٍ مجستـه .... وعر المسالك حشوُه وَقــد
فإذا طعنـت، طعنت في لبـدٍٍ.... وإذا سللتَ يكاد ينســد
والتـف فخذاهـا، وفوقهمـا.... كفَـلٌ يُجـاذب خصرها نهد
فقيامهـا مثنًى إذا نهضـت .... من ثقلـه وقعودهـا فـرد
والكعـب أدرم لا يبين لــه .... حجـم، وليس لرأسـه حـد
ما عابهـا طولٌ ولا قِصَـر.... في خلقهـا، فقوامهـا قصـد
إن لم يكن وصل لـديـك لـنا .... يشفي الصبابة، فليكن وعْـدُ
قد كان أورق وصلكم زمنا.... فذوى الوصال وأورق الصَّـدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق