السبت، 31 أغسطس 2013

ايروتيكا

يانيس ريتسُـوس
إيرُوتِيـكَا
ترجمة : رفعت سـلاَّم

1
مَعزُوفةٌ صَغيرةٌ مِن مَقام كَبِيرٍ أَحمَر

الكَلِمَاتُ أيْضًا 
شَرَايِين
فِيهَا 
يَنسَابُ الدّم
عِندَمَا تَتَّحِدُ الكَلِمَات
تَتَضَـرَّجُ بِالأَحْمَـر
بَشْـرةُ الوَرَقَـة
مِثلَمَا تَتَضَـرَّج
بَشْـرةُ الرَّجُـل
وَالمَــرْأة
فِي لَحْظَةِ الحُب.

عَلَى البِسَـاطِ الأحْمـر
عَارِيـةً تَمَـامًا
مُغْمَضَةَ العَيْنَيْــن
تَنتَظِــرُه
لِتَخْلَعَ حِذَاءَه
وَجَوارِبَــه
وَتَدفِسَ ثَدْيَيْهَــا
بِقُـوَّةٍ ، بِقُـوَّة
فِي قَدَمَيْـه العَرِيضَتَيْـن.

جَبَلاَن
جَسَــدَان
شَجَرَةٌ وَاحِـدَة
وَالنَّهْرُ الطَّوِيـل
بِقَدْرِ البَحْرِ فِي الأسْفَل
بِقَدْرِ المِينَاءِ الآخَـر
بِالحَانَات
بِالمُجَذِِّفِين
وَمَحَلاَّتِ الحِدَادَة
المُوسِيقَى- أيْضًا- هُنَاك.

ضَبَاب
تِلاَلٌ مُسْتَوِيَــة
مُعْتِمَة -
كَيْفَ يُمكِنُ أن يَكُونَ هُنَاك
وَسْطَ الرَّمَادِيِّ الفَاتِحِ العَام
جَسَدٌ مُنتَصِب
فِي احْمِرَار
عَارِيًــا؟

القَصِيدَة
آه القَصِيدَة- يَقُول
جِمَاعٌ جِنسِيٌّ دَائِم
لاَعَلاَمَاتِ تَرْقِيم
لاَ طَمْث
شذا الأرْض
سِمَادٌ وَزُهُورُ لَيْمُون
وَمَنِي
المِعْوَلُ وَالجَارُوف
عَلَى الرُّخَام
يَعْمَلاَن فِي ازْدِوَاج
لاَ تَقُل شَيْئًا آخَر
فَالحُبُّ وَاحِـد.

تَرْتَدِي وَتَعْرَى
نَارٌ ثِيَابُهَا
عُرْيُهَا نَار
المَسَامِيرُ ذَابَت
نَهْرًا مِن حَدِيد
يَنسَابُ تَحْتَ الأشْجَار
تَنفتِحُ ثَلاثُ نَوَافِذ
تُحَدِّقُ الطُّيُورُ بِدَاخِلِهَا
وَفِي مَنَاقِيرِهَا أعْوَادُ كبْرِيت
زُجَاجُ اثْنَتَي عَشْرَةَ نَافِذَةٍ أحْمَر
وَسِتٌّ ذَهَبِي.

تَحْتَ السَّرِير
حِذَاؤُهَا
يَأخُذُ شَكْلَ قَدَمَيْهَا
دِفْءَ قَدَمَيْهَا
الَّذِي يَضُوعُ بِه
وَطَائِرَان أبْيَضَان
بِعُيُونٍ فَاحِمَةِ السَّوَاد
وَخَاتمِ مِن النّيكَل
حَوْلَ رَقَبَتَيْهِمَا.

يَقُول– لاَ يَنفَد
بِلاَ نَفَــاد
الجَسَدُ الإنسِانِي
سَمَاءٌ كَثِيفَة
سَمَاءٌ حَمْرَاء
تَغُوص
وَلاَ مِن غُصْنٍ وَحِيدٍ لِتَتَشَبَّثَ
بِالأرْضِ كَي تَقِفَ عَلَى
سَمَاءٍ كَثِيفَة
فَلِكَي يَنفَتِحَ جَنَاحَاك
لاَ بُدَّ أن تَبْزُغ.

لَم تَخِط
قَمِيصَه
شَبَكَتْه بِالدَّبَابيس
لِتَجْرَحَه عِندَمَا يَرْتَدِيه
كَم سَيَكُونُ جَمِيلاً
أن يَرْتَدِيه مَفْتُوحًا
وَفِي حنجرَتِه القَوِيَّة
الأبْيَضُ الصَّافِي
مَعَ بُقَعٍ حَمْرَاء.

لَيَالٍ شَهْوَانِيَّـةٌ تَمَامًا
القَمَر فِي الغُرْفَـة
القَمَرُ عَلَى السَّرِيـر
عَلَى الجَسَدِ العَارِي
أسْفَلَ السُّلَّم فِي الطَّابِقِ الأرْضِي
يُقَعْقِعُ الحَدِيــد
الحَدَّادُ يُسَـمِّر
حدْوَاتٍ ذَهَبِيَّة
فِي الحِصَان
الأبْيَضِ المُجَنَّح
وَلَن تُبَالِي
بِمَا إذَا كَانَ سَيَطِير مِن جَدِيد
بِمِثْلِ أحْذِيَتِه الثَّقِيلَةِ هَذِه.

تَحْتَ ثِيَابِهَا
هِي عَارِيَة
فَوْقَ ثِيَابِهَا
عَارِيَةٌ تَمَامًا
أمَامَ النَّافِذَة
تُمْسِكُ بِكُوبٍ طُوِيل
هَل سَتُقَدِّمُه لَك؟
ألَن تُقَدِّمُه؟
تَشْرَبُ مِنه هِي نَفْسُهَا
لاَ تَنظُرُ إلَيْك
وَهَكَذَا تَكُونُ أكْثَرَ عُرْيًا
بِوَرْدَةٍ
بَيْنَ ثَدْيَيْهَا.

أصَابِع اليَدَيْـن
أصَابِعُ القَدَم
أعْضَاءُ ذُكُورَة
وَسْطَ الأصَابِعِ الخَمْسَة
أرْبَعَةُ فُرُوج
-عِشْرُون وَسِتَّةُ عَشر-
وَقَبْلَ أن تَمْلِكَ وَقْتًا
لِجَمْعِهِم مَعًا
يَنبَجِسُ سَائِلُكَ المَنَوِي
عَلَى شِفَاه التِّمْثَال.

البَطَّانِيَّةُ الوَبَرِيَّة
النَّارُ الدُّخَان
لَيْــل
جَسَدٌ عُرْيَان
القُمْصَانُ تَخْفِق
عَلَي الشُّرفَـة
الأعْلاَمُ تُرَفْرِف
تُفَّاحَاتٌ حَمْرَاء
تَتَدَحْرَجُ إلَى خَارِجِ المِنضَدَة
وَوَاحِدَةٌ صَفْرَاء
أظَافِرِي أصْبَحَت طَوِيلَة
وَشَعْرِي.

كَيْفَ يَكْبُرُ
هَذَا الجَسَد
فِي اللَّيْل
الأقْدَامُ
تَخْرُجُ عَنِ السَّرِير
تَخْرُجُ عَنِ النَّافِذَة
نَجْمَةٌ تُولَد
مفْتَاحٌ يَضِيع
البَابُ يَنغَلِق
أظَلُّ بِالخَارِج
يَدُ التِّمْثَال
تَسْقُطُ عَلَى رُكْبَتِي

فِيمَا بَعْد يَهْبِطُ اللَّيْل
كُرْسِيَّانِ خَشَبِيَّان
عَلَى القَمَر
وَعَلَى الكُرْسِيَّيْن
هُو وَ هِي
حَافِيَان
يُوَاجِه كَلٌّ مِنهُمَا الآخَر
يَتَلاَمِسَان
بِإِصْبَعِ القَدَمِ الكَبِير

حَرَكَتُه
شَعْرُه
يَدَاه
جُندِيٌّ وَحِيـد
فِي الغَابَة
طَائِرَةٌ وَرَقِيَّة
مَرْمِيَّةٌ عَلَى صَخْرَة
جَانِبٌ مِن الطَّرِيق
فِي ضَوْءِ الشَّمْس السَّاطِع
طَرِيقٌ مَبْلُـول
بِمَاءٍ مَجْهُول.

جَسَدٌ عُرْيَــان
يَسْتَلقِي أو يَقِف
جُغْرَافيَا مَجْهُولَة
دُرِسَت آلاَفَ المَرَّات
حُفِظَت عَن ظَهْرِ قَلب
مَجْهُولَة –
أسْمَعُ الثَّرْثَـرَة –
مَن يَرْمِي النَّرْد
عَلى أرْضِيَّةِ الحَمَّـام؟

يَدُكِ
أو فَقَط
أًصَابِعُكِ الثَّلاَثَة
وَهيَ تُمْسِكُ الكُوب
تَكْشِف
جَسَدَكِ كُلَّه
عَارِيًا
أغْمِضُ عَيْنَيْ
كَيْ لاَ تَرَيَا وَتَرْحَلِين
فِي الظَّهِيرَة
سَنَّانُ السَّكَاكِين
يَمُرُّ فِي المَنطِقَةِ المُجَاوِرَة
سَأُعْطِيه فِي السِّـر
السَّكَاكِينَ الاثْنَتَي عَشْرَة .

لاَ تَفْعَلِي شَيْئًا
سَأُعِدُّ الطَّعَام
سَأُجَهِّزُ المَائِدَة
لَن آكُل
سَأُرَاقِبُكِ وَأنتِ تَأكُلِين
كَأنَّكِ لاَ تَدْرِين
سَأُلَمْلَمُ الدَّبَابِيس
وَاحِدًا وَاحِدًا مِن الأرْضِيَّة
لَن ألتَقِطَ ثَوْبَك
سَأترُكُه هُنَاك
بُرْجًا مِن دِفْء
فِيهِ طَائِرَان
وَعُلبَةُ ثِقَاب

أثَاثٌ ، ثِيَاب
أشْيَاء مُشْتَرَكَـة
المِصْبَاحُ القَدِيم
زُرَارٌ فِي كُوبِ الماء
ذَرَائِع- قَال-
تَدْقِيقَـات
فِيمَا لاَ يُسَمَّى
وَرَاءَ السِّتَارَةِ الحَمْرَاء
امْرَأةٌ عَارِيَة
فِي يَدَيْهَا بُرْتُقَالَتَان
أقِفُ عَلَى كُرْسِي
أُنَظِّفُ السَّقْفَ مِن العَنَاكِب
لَكِن
إن لَم أمنَحْكِ اسْمًا
فَلَن تَكُونِي أنتِ
وَلاَ أنَا .

فِي المِرْآة
أنتِ اثْنَتَان
فِي الأُخْرَى ثَلاَث
إحْدَى عَشْرَة خَمْس عَشْرَة
أرْبَعٌ وَعِشْرُون
البَيْتُ امْتَلأ
وَمَا مِن امْرَأةٍ وَاحِدَة
بَل بُحَيْرَة
فِيهَا العَجَلَةُ الكَبِيرَة
وَفَرْدَةُ صَندَلِك
عَلَى المِنضَدَة
بِجَانِب المِطْفَأة .

التَقَت شَفَتَاهُمَا
لِسَانَاهُمَا
لُعَابُهُمَا
تَكَاثَف لُعَابُهُمَا
فَشَكَّلَ مَعْبُودًا
عَلَى صَدْرِه ذِي الشَّعْرِ الكَثِيف
زُهُورُ رَبِيعٍ صَغِيرَة
وَعَلَى رُكْبَتَيه رَغِيفُ خُبْز
وَالبُوصْلَةُ ثَابِتَة
فِي مَرْكَزِ الخَرِيطَة
العَالَمُ دَائِـرَة .

جَسَدَان سَاكِنَان
فِي حَرَكَتِهِمَا
قَشٌّ فِي شَعْرِهِمَا
مِصُبَاحٌ كَهْرَبِيٌّ أحْمَر
نَفَسٌ أحْمَر
طُيُورٌ لَيْلِيَّـة
مَرَايَا أبْوَاب
إنصَاتٌ سِـرِّي
ثُم
أحْجَارٌ ضَخْمَة
تَنحَدِرُ إلَى أسْفَلِ الجَبَل
تَهْوِي فِي البَحْر
بُقْعَةٌ مَبْلُولَـة
وَعَلى الجَانِبِ صَوْت
اشْتِغَالِ وَتَوَقُّفِ الثَّلاَّجَـة .

جُذُورٌ مُتَشَابِكَة
دِيدَانٌ بَيْضَاء
يَرَقَاتٌ خَضْرَاء
تَرْحَلُ عَالِيًا
سِيجَارَتَان
تُرْسِلاَن الدُّخَان
فِي نَفْسِ المِنفَضَة
مَسَاءٌ أحْمَـر
زُجَاجُ نَوَافِذ مَكْسُور
رَأيْتُ حُلمًا- قَال-
آهِ أحْمَرَ مَنِيعًا
لَم أعُد أذْكُرُه
أنقُرُ الحَائِطَ بِأصَابِعِي
أُنصِتُ وَحْدِي .

سَلاَسِلُ جِبَالٍ طَوِيلَة
أشْجَارٌ كَثِيرَة
النَّهْرُ فِي الأَسْفَل
كَانَ الحَطَّابُونَ يَصِيحُون
قَاطِعُو الرُّخَامِ كَانُوا يَصِيحُون
القِطَارُ مَـر
تَرْفَعُ يَدَك
فَيَخْرُجَ الدُّخَانُ مِن إبِطِك
أنسَى المُشْرِفَ وَعَسْكَرِي المُرُور
وَتِمْثَالَ الفَارِس
أُخْفِي المُفْتَاح
خَلفَ وَرْدَة
وَأبْدَأ-بِالفِعْلِ- فِي السُّعَال .

يَجْلِسُونَ عَلَى الأرْض
يَضْرِبُونَ الأرْضَ بِأيْدِيهِم
تَهْرُبُ الطُّيُور
قَالَ النَّبِي
فَلتُوَرِّط النَّارَ فِي المَشَاكِل
فَلتَندَمِجْ فِي ظِلِّك
جَاءُوا بِالكُوبِ الكَبِير
غَمَسَ كُلٌّ مِنهم أحَدَ أصَابِعِه
فِي المَاءِ المُثَلَّج
نَقَشَ صَلِيبًا
عَلَى الجَسَدِ العَارِي
كَانَ الرَّجُلُ العَارِي يَسْتَلقِي
فَوْقَ العُشْبِ المَحْرُوق
وَوَجْهُه إلَى أسْفَل .

الثُّكْنَاتُ
خَلفَ أشْجَارِ الصُّنُوبَر
كَانَا يَنتَظِرَان
بِجِوَارِ النَّافِذَة
عِندِمَا دَوَّى عَبْرَ الشَّارِع
صَوْتُ بُوقِ المَسَاء
خَلَعَا ثِيَابَهُمَا بِسُرْعَة
وَاسْتَلقَيَـا-
فِي الخَارِجِ عَلَى الجُدْرَان
عَلَى المَسَامِيرِ وَالسِّلك
كَانَت النَّبَاتَاتُ الشَّهْوَانِيَّةُ الكَبِيرَة
تَصْعَــد .

الكَلمَـات
تَخْتَرِقُ الوَرَقَة
تَخْرُجُ مِن النَّاحِيَةِ الأُخْرَى
أحَدُ الجَسَدَيْن
يَخْتَرِقُ الآخَر
لاَ يَخْرُجُ مِنَ النَّاحِيَةِ الأُخْرَى
الخَـزَّاف
بَائِعُ الفَاكِهَة
الجَزَّارُ مَعَ كَلبِه
القَمَرُ يَظْهَر
وَرَقَةٌ تَسْقُطُ عَلَى الإسفلت
فَيَلتَقِطَهَا الرَّجُلُ الأعْمَى .

العُيُونُ جَائِعَة
الآذَانُ وَالأُنُوفُ جَائِعَة
الفَمُ وَاللِّسَان
الجَسَدُ جَائِع
يَشُمُّ يَسْمَعُ يَتَلَمَّسُ طَرِيقَه
عَلَى الرُّكْبَتَيْن الثِّيَابُ وَالمحْفَظَة
شَكْلُ الجَسَدِ الآخَر
الرُّمُوشُ وَاحِدًا وَاحِدًا
التَّمَاثِيلُ تَرْكُضُ فِي اللَّيْل
الرِّجَالُ مَعَهُم أعْلاَم
أعْمِدَةُ الإنَارَة
الجَسَدُ غَيْرُ المُقْتَنِعِ يَتَلَمَّسُ طَرِيقَه
عِندَ مَفَاصِلِ إيمَاءَ ةٍ وَحِيدَة
يَتَلَمَّسُ طَرِيقَه فَوْقَ المَوْت
دَاخِلَ المَوْت
يُنصِتُ إلَى الحُوضِ يَقْطُر
فِي الحَمَّامِ الرُّخَامِي
وَالمَنَاشِف الحَمْرَاء الكَبِيرَة
المَبْلُولَـة .

ضَعِي قَدَمَكِ العَارِيَة
عَلَى الجَرِيدَة
عَلَى القَصِيدَة
وَبِقَلَمِي الرصَاص سَوْفَ أرْسُم
الخَطَّ الخَارِجِيَّ لِقَدَمِك
سَأُثَبِّتُه عَلَى الحَائِط
بِمِسْمَارٍ صَغِير
أضئ الشُّمُوعَ الثَّلاَث
فِي الشَّمْعَدَان-
عَلَيْكِ بَعْدَهَا أن تُغْلِقِي البَاب .

هُدْنَةٌ قَصِيرَة
تَسْمَحُ لِي بِأن أرَى شَجَرَة
دَرَّاجَة
دُخَانَ أحَدِ القِطَارَات-
شُجَيْرَةٌ حَمْرَاء
بِجِوَارِ دُكَّانِ الأدَوَاتِ المَكْتَبِيَّة
الأحَـد
كَم-فِي السِّر-
تَسْتَعِدُّ يَدَايَ فِي صَبْرِهِمَا
لِلكِفَاحِ الجَدِيد
مَعَ يَدَيْك .

إنَّهَا الأحْجَـار
وَأحْجَارٌ أُخْرَى
المُوسِيقَى
تَدْخُلُ مِنَ النَّافِذَة
إنَّه الخَوْفُ مِنَ العُبُودِيَّة
الحَقِيقَيَّـةِ الخَارِقَة
أفْضَل
التَّنَفُّسُ المُنفَرِدُ
لِلمَرَايَا
وَهوَ الَّذِي يَصْعَدُ السَّلاَلِم
حَامِلاً فَانُوسَ عَامِلِ التَّحْوِيلَة
يَخْلَعُ مِعْطَفَه
لِيُعَلِّقَه عَلَى عَمُودِ المَلاَبِس
يَسْقُطُ المِعْطَف
تَمَامًا فِي البُقْعَة
الَّتِي حَدَّدْتُهَا بِالفَحْـم .

فِي مُنتَصَفِ الشِّتَاء
أرْتَدِي الأبيَضَ النَّاصِع-
مَا الَّذِي كَانَ لَدَيْه حَتَّى يُخْفِيه ؟
أهوَ الأحْمَرُ الأخْرَس ؟
هَل سَاعَةُ مِعْصَمِي المَسْرُوقَة ؟
مِنَ النَّافِذَة
يُمْكِنُ بِالفِعْلِ رُؤْيَةُ
ثَلاَثَ شَجَرَاتِ سـرْو
وَنَفْسَ المَدْخَنَة
عَدِيمَةِ الدُّخَان .

السَّفَرُ يُجَسِّدُ الرِّجَال
امْرَأةٌ تَحْمِلُ مِظَلَّـة
أصْوَاتٌ مُجَلجِلَةٌ مِن بُرْجِ الجَرَس
فِي السَّابِعَةِ مَسَاء
فِي الدَّكَاكِينِ المُعْتِمَةِ لِبَائِعِي السُّجُق
فِي دَكَاكِينِ التَّبْغ
كُرْسِيٌّ وَاحِد
جُندِيَّـان
إبْهَامُ أُورِيسْت
عَلَى مفْتَاحِ البِيَانُو
فِي عَتْمَةِ الغَسَق
الَّتِي نَصِفُهَا بِالجَمَال
إنَّهَا هِي-يَقُول-
تِلكَ الَّتِي تُحَضِّرُ المَنِي
وَوَقْفَةَ الزَّمَن
وَالدَّيْمُومَـة-
أرُبَّمَا إلَى الوَرَاءِ قَلِيلاً ؟
أكثَرَ اقْتِرَابًا ؟

كَومَةُ لَيْمُـون
عَلَى المِنضَدَة
عَلَى الكَرَاسِي
عَلَى الفِرَاش
الأصْفَرُ يَلتَمِع
يَتَدَحْرَجُ عَلَى جَسَدِك
أحِبُّ السَّمَاءَ عِندَمَا تُمْطِـر
لَيْلَةٌ ذَاتُ ألفِ لَيْمُونَة
وَفَجْأةً فَانُوسُ رَجُلِ الغَابَة
يَسْتَوقِفُ الأرَانِبَ البَرِّيَّةَ المَبْلُولَــة
عَلَى أقْدَامِهَا الخَلفِيَّة .

مَا لَم نَقُلـه
رُبَّمَا اخْتَزَن
إيمَاءَاتِنَا الخَاصَّة
أفْعَالَنَا الخَاصَّة
كَأفْعَالِ شَخْصٍ ثَالِث
الآخَرُونَ أضَاعُوا الوَقْتَ سُدَى
لَفَّوْا السَّمَكَة
(كَانَت حَمْرَاء)
فِي جَرِيدَة
دَخَلُوا عَبْرَ البَابِ الزُّجَاجِي
وَاخْتَفَوْا-
مُؤَكَّدٌ أنَّ هَذِهِ السَّمَكَة
كَانَت سِـرَّهَم .

أيُّهَا الجَسَدُ المَعْصُوم
كَم مِن أخْطَاءَ كَثِيرَةٍ كَثِيرَة
مَعَ هِلاَلٍ عَابِر
عَلَى أشْجَار الرَّصِيفِ العَارِي
الجُنُودُ فِي الإجازة يُدَخِّنُون
تَحْتَ السَّاتِر
ظَلَّت السَّمَاءُ تُمْطِرُ طُولَ اليَوْم
أسْمَعُ المَاءَ يَنسَابُ بِلاَ انتِهَاء
مِن مَوَاسِيرِ التَّصْرِيفِ إلَى الشَّارِع
حَتَّى رغْمِ أنَّنِي أعْرِف
أنَّ هَذِه التَّذْكَرَة
فَاتَ أوَانُهَا .

الجَسَدُ- يَقُول-
فِي حَالَة الإضَافَةِ : لِلجَسَد
وَالجَسد عُمُومًا
لاَ كلمَةَ عِندِي أكْثَرَ تَكْثِيفًا
آخُذُ الحَقِيبَةَ البِلاَسْتِيك
أدْخُلُ المَطَاعِمَ العَامَّة
أُلَمْلَمُ عِظَامَ السَّمَك
لِلقِطَطِ البَرِّيَّةِ فِي المَنطِقَةِ المُجَاوِرَة
أثْنَاءَ الاسْتِرَاحَات-يَقُول-
أتَحَدَّثُ مَعَ المُوسِيقِيَّين
فِي كَوَالِيسِ المَسْرَحِ المُعْتِمَة
أيَّةَ مَسَافَةٍ لاَنِهَائِيَّةٍ أعبُرُهَا
مِن جَسَدِك
إلَى جَسَدِك .

مُدُنٌ بَحْرِيَّـة
تُضِيءُ مَصَابِيحَها
كَلبٌ يَقِف
خَارِجَ البَاب
اثْنَانِ مِن المُهَرِّبِين
أمَامَ إدَارَةِ الجُمْرُك
نِسَاءٌ مُتَوَرِّدَات
حَمَّالُون مُغبرُّون
وَهوَ
يَخْتَبِئ خَلفَ جَسَدِه
يُرَاقِبُ ، غَرِيبٌ هُو
مُتَهَرِّبُ فِي لَيْلِنَا
غَرِيبٌ يَقُول-أي غَرِيب ؟
فِي الأضْوَاءِ المَبْلُولـَة
يَعُودُ فِي إذْعَان
يَمْلأُ سَاعَتَه
5 بَعدَ 9 مَسَاءً كَئِيبَ المِزَاج-
بَعْدَ المَطَر .

مَن ذَا الَّذِي يَصِيحُ طُولَ اللَّيْل ؟
أُنَاسٌ سَمْعُهُم ثَقِيـل
المَرَايَا أيْضًا ثَقِيلَةُ السَّمْع
أُضِيءُ المِصْبَاح
أُطْفِئُ الثِّقَاب
فِي الغُرْفَة
الأُخْرَى
تَتَعَرِّين
أسْمَعُ هَمْهَمَةَ جَسَدِك
يَنحَنِي شَعْرُكِ لأسْفَل
ظِلُّ الدَّرَّاجَةِ مَخْطُوط
عَلَى الحَائِطِ المَبْلُول
ظِلاَلُ المَسَامِيرِ تَطُول
عَلَى البَابِ المُوصَد .

كَوْمَةُ زُجَاجَاتٍ فَارِغَة
تَحْتَ شَجَرَةِ الفِنَاء
السُّكَارَى
المُفِيقُونَ الآن
يَنظُرُونَ خَارِجَ النَّافِذَة
إلَى الزُّجَاجَاتِ وَأوْرَاقِ الشَّجَرَة
وَالجَبَلِ الغَائِم-
أكَانَ بِالفِعْلِ سُكْرًا ؟
مَتَى وَأيْن ؟
وَالأجْسَادُ المَبْلُولَة ؟
وَكُؤُوسُ النَّبِيذ الخَمْسَة ؟
وَأسَدُ السِّيرْك ؟
مَعَ اللَّيْلِ كُلِّه ؟

المُشَـرِّعُ وَمُقَاوِلُ البِنَاء
عَسْكَرِي المُرُورِ الشَّاب
أعْبُرُ فِي حِرْص
أرَاهُم
لاَ يَلحَظُنِي أحَد
وَسْطَ هَذَا الزِّحَام
تَوَقَّفْتُ مَعَ الضَّوْءِ الأحْمَر
نَظَرْتُ إلَى كَتِفَيْك
ثُمَّ بَدَأ هُطُولُ المَطَر
أنتِ وَاصَلتِ السَّيْر
ثُمَّ صَعَدْتِ السُّلَّم
حَمَلتِ القَفَص
بِدَاخِلِه البَبَّغَاءُ الأزْرَق
لَم أصْعَد
نَظَرْت .

جَسَدُكِ عَلَى الرَّمْل
التَصَقَ الرَّمْلُ بِبَشْرَتِك
رَمْلٌ عَلَى يَدِي
عَلَى لِسَانِي
وَأنَا أكْتَشِفُك
خَلفَ الحَواجِزِ الرَّهِيفَة
وَالرَّمْلُ يَتَسَاقَطُ مِن شَعْرِنا
يَرْسُبُ فِي أعْمَاقِ الصَّمْت
وَنَحْن
نَخْرُجُ مِن مَائِنَا الحَمِيم
مُغْتَسِلِينَ فِي انتِعَاشٍ جَمِيل
إلَى ضَوءِ وَجَسَـد
هَذِه الأرْض .

ذَلِكَ الَّذِي يَزْحَفُ فِي الجَسَد
عَلَى الجَسَد
مِن جَسَدٍ إلَى جَسَد
عَلَى الجَبَلَيْنِ بِغَيْمَتِهِمَا الوَحِيدَة
عَلَى الطَّائِرِ فِي الشَّجَرَة
عَلَى عُشِّ الطَّائِر
المَجْبُولِ مِن زَغَبٍ وَقَش
ذَلِكَ الَّذِي يَجْعَلُك أنَا مَوْجُود
الَّذِي يَجْعَلُكُم نَحْنُ مَوْجُودُون
الَّذِي يُشَبِّهُكَ بِالآخَر
مُغَايِرٌ ، وَحِيـد
لِجَاذِبِيَّةِ الآخَـر
إيقَاعٌ وَإيقَـاع
الحُب
أخٌ غَـرِيم
الحُب .

أحْمَرُ دَاكِنُ الحُمْرَة
الأحْمَـر-
فَلتُخَفِّفْه بِالأسْـوَد
نَعَم بِالأسْوَد
فَلتَصْنَع ثُقْبًا فِي الوَرَقَة
وَارْمِ بِه
المَسَامِيرُ وَالسَّكَاكِينُ وَالأسْوَد-
أيُّهَا الأحْمَرُ الذَّبِيح
أيَّتُهَا المُوسِيقَى الدَّاكِنَة .

فِي اليَومِ السَّابِع
(بَل الثَّامِن)
بَعْدَمَا ذَهَبْتِ
(بَعْدَ مَوْتِي)
وُلِدَ الإنسَـان
والهرمونيكا
وَفَرَاشَة
لَيْسَت حَمْـرَاء
بَيْضَـاء
مَعَ بُقَعٍ صَغِيرَةٍ سَوْدَاء-
كُنتُ حُــرًّا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق