السبت، 31 أغسطس 2013

ماء المتعه

نتقاذف ماء المتعة

بدأ يقترب، كان يتقدّم بخطوات ثابتة ومركّزة في بطئها. خلالها كان يرفع ثيابه ويثبّت بصره على جسدي، بينما أصبح ذلك الألق لهبا.
كان كأنّه يتوحّد، كأنّه يتجمّع، كأنّه يتوثّب. كان يغطّي جسده شعر أسود كثيف. وكان جسده قويّا ومستفزًا وغاضبا.
عندما بلغني كان قردًا جميلاً.
تسلّلت أصابعي، لامست فخذي فعلمت أنّ الصراع سيكون حربا لن تنتهي.
كلّ جسد سيقاتل من أجل متعته حتّى الدّم. سأغسل بدم المتعة وسأغسله كطفلي.
لم يعد البلاط يئزّ تحتنا بل كان يصرخ.
كنت أحلم بأن يتكسّر ونسقط من قمّة متعتنا في الفضاء ونطير. نسقط من جديد، وإذا بنا في البحر نتلاطم بين الأمواج بأجساد مشقّقة عطشا. ولن نعرف كيف نرتوي. نظلّ نتقاذف ماء المتعة، نتراشق به، نرشفه، نبصقه، نمتصّه، نتلمّظه، نسبح فيه ونتخبّط، ثمّ نهتدي ونشرب ولا نرتوي.
نسقط وإذا بنا في الأدغال. ننطّ على الأغصان الضخمة الغليظة، نقفز على الجذوع الضاربة في العمق. نجلس القرفصاء تحت الفيء. نتمدّد على الأوراق العريضة. نقضم الثمر الغجريّ. يغطس هو في جوز الهند المشقّق يمتصّ رحيقه ويأكل لحمه. وألتهم ثمر الموز بنهم خرافيّ. ولا نشبع.
نسقط، وقد أغرتنا لعبة السقوط. نكتشف أسرار المتعة الهاربة. نركض وراءها، نسعى للإمساك بها ولا ندركها.
تسلّل ضوء الصباح. أزاح ستار الظلام، وإذا بنا في بستان المتعة، ممدّدين، تعبث أصابعنا بماء يسري حولنا، وتلفّنا رائحة ستظلّ موشومة في الذاكرة.

امال مختار ------- نخب الحياه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق